نبتة بقلة الملك

نبتة بقلة الملك

بين السهول الخضراء والاعشاب الربيعية الطويلة تتخذ بعض انواع النباتات الزاحفة رقعة فارغة لها , وتنتشر في المكان معلنة موقعها وموطنها الجديد , وقد استمدت اسمها بسبب شهرتها بخصائصها الطبية القديمة خاصة في علاج الملوك والامراء.

بقلة الملك من أشهر النباتات الطبية التي يتردد الكثير من الناس باستخدامها ، لها خصائص مُنقية ومطهرة للدم وملينة للأمعاء ومنشطة للجسم، وبسبب مزايا هذه البقلة الملوكية يُقال أن من يواظب على استعمالها سيتمتع بصحة جيدة ، واستخدمت بقلة الملك قديما في تسهيل الأخلاط المحترقة ولتنبيه الكبد والمرارة، وعلى نطاق واسع في علاج الأمراض الجلدية كالاكزيما والحكة والجرب، وبقلة الملك تستعمل داخليا وخارجيا لعلاج طائفة من الأمراض والحالات الصحية .

تنتشر نبتة بقلة الملك في معضم مناطق الوطن العربي لذلك فهي تعرف بأسماء عديدة , وهي مشهورة في كل من بلاد الشام واليمن ومصر والجزائر والمغرب العربي , موطنها الاصلي يعود الى قارة أوروبا وسواحل البحر المتوسط والجزيرة العربية ، وتعيش في الأراضي البور والحقول والمنحدرات كما تنبت على الحيطان والجدران القديمة وفي جنبات الطرق وأطراف الجبال .

نبتة بقلة الملك تتبع الفصيلة الفيوماريةو تسمى كذلك بالفصيلة الشاهترجيات . وهي عشبة حولية تنمو خلال فصل الربيع فقط , وهي ضعيفة الساق ولا تنمو بشكل طولي بل تنتشر افقيا حيث يتراوح انتشارها بين 15 الى 70 سم ، اوراقها غزيرة وكثيفة جدا تفوق الازهار حجما فاوراقها ذات شكل مركب ريشي ، اما أزهارها فهي ذات شكل انبوبي قرنفلية صغيرة قرمزية اللون ذات نهاية حمراء داكنة تتجمع على شكل عناقيد على قمة الأغصان ، أما ثمارها فكروية الشكل .

هناك دلائل كثيرة تشير الى شهرة النبتة قديما ففي كتاب “المعتمد في الأدوية المفردة” يصف الملك المظفر

عمر بن يوسف عشبة الشاهْتَرَج فيقول: أجوده الأخضر الحديث، ورقه أجود من قُضْبانه ، ويصنفه الى صنفان أحدهما ذا اوراق صغيرة ، ولونه مائل إلى لون الرماد، والثاني ذا اوراق عريضة ، ولونه أخضر إلى البياض، ويصف طعمه بإنه ليس فيه مرارة ولا قابض ولا طعم ، وقيل عنه ايضا إنه يضرّ بالطِّحال، ,يقول الرازي أن الشاهترج منفعته كبيرة في تسهيل علاج الجرب والحكة .

اما حديثا فلا تزال نبتة بقلة الملك تستخدم داخلياً وخارجياً في علاج أمراض جلدية مختلفة، فهي تساعد على تجدد الخلايا السليمة وتزيد من سرعة شفاء المناطق المصابة وتمنع اصابة الخلايا الأخرى غير المتأثرة بالمرض، وتحتوي على قلويدات الايزوكينولين وعلى حمض الفوماريك الذي يفيد في علاج الصدفية والأكزما وحب الشباب والجرب وأيضاً سقوط الشعر.

اما داخليا تستعمل بقلة الملك من أجل تنقية الدم وكمنشط، ولتسهيل إدرار البول وبالتالي خفض ضغط الدم، ولعلاج تصلب الشراين والبدانة.  وهو مفيد في علاج الصداع النصفي وعسر الهضم بعد تناول الأكل، والإمساك المزمن والتهاب المعدة وفي علاج المغص والتقيؤات وكذلك البواسير. تستخدم العشبة في علاج الصفار والتهاب القصبات وتسهيل خروج القشع من الرئتين أثناء التهاب القصبات، وعلاج داء السل الرئوي , يشرب المستحلب لتنشيط عمل الكبد ولمعالجة أمراض الكبد عامة والتهاب كيس المرارة وحصاته . ويعالج داء النقرس يستخدم  نقيع أو مستخلص بقلة الملك داخليا.

كما يمكن صنع لبخة من العشبة ووضعها على الإصبع الملتهبة بداء النقرس.بالرغم من ذكر العديد من فوائده الى انه الافراط في تناولها قد يسبب الخطر وضرورة عدم تجاوز الجرعات الموصوفة منها، ويمكن تجنب أي مضاعفات للعشبة ، وفي حال استخدامها مفردة وكان العلاج يستغرق فترة طويلة تزيد عن شهر يمكن ترك فواصل زمنية مدتها أسبوع واحد أو أكثر، ولا ينصح النساء الحوامل باستخدام هذه العشبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts

Compare

Enter your keyword